الكرامة برس-خانيونس- من معسكر خانيونس في جنوب القطاع, إلى بيروت ليُغني للإنسان بالدرجة الأُولى وللوطن وللقضية, خرج من الدائرة الضيقة المُحاصرة, إلى النور والشهرة. الكل يعتزُّ به هنا في غزة, ويُعلِّقون صوره على الجدران والمحال التجارية المختلفة. فخورون به وبصوته وما يُغنِّيه, وقد ساهم في تسليط الضوء أكثر على قضية فلسطين من خلال الفن.
عساف وعرَّابيه: النجار وعُمر
محمد عساف (23عاماً), مواليد 1/9/1990م, يدرس الصحافة في جامعة فلسطين, منذ نعومة أظافره بعمر الخمس سنوات يُعيد غناء كل الأغاني الطربية التي يسمعها, عرَّابه الفنان الفلسطيني جمال النجار, وقد اكتشفه أثناء مشاركته في برنامج تلفزيوني, حينها تملكته دهشة حيال هذا الصوت القوي, فاتصل به بعد البرنامج وأعطاه كلمات أغنية وطنية لحّنها النجار وهي 'شدي حيلك يا بلد'.
ومن الجدير معرفته بأن العرَّاب والمُلحن الثاني لعساف هو ياسر عمر.
حين سُئل 'النجار' عن دعمه لعساف أجاب على صفحته على الفيسبوك:' هذا واجب وهذه رسالة وعساف يمثل لي التحدي, بأن يتصدر شهداء فلسطين وجرحاها صفحات المجلات والجرائد وها هو فنانها الملتزم يتصدر المجلات والجرائد, هكذا ننتزع الألقاب في فلسطين'
' هذا الشبل من ذاك الأسد'
حين تلتقي بوالديّ عساف تُؤمن بهذه المقولة جداً, أبوين رائعين كان بديهياً أن يكون إبنهما هذا الفنان المرهف صاحب الصوت العذب, خاصةً حين تسمع غناء والده الجميل, وحين تعرف بأن أخته تشاركه في الموهبة, وكذلك أخوه أحمد الصغير.
عساف الابن الأوسط بين إخوته, وهم أربعة بنات وثلاثة أخوة.
أمه التي ما كفَّت طوال اللقاء من الرضى عليه, تقول ' :'محمد شارك في العديد من المهرجانات وحفلات المؤسسات الأهلية والعروض الاستعراضية منذ كان صغيراً, لكنه تعب جداً وواجه عدد من الصعوبات, وهضم حقه كثيراً, حيث شاركوا في المسابقات الفنية بصوته وفازوا, دون أن يعلم إلا بعد سنوات!, والآن هو يجني حصاد تعبه في أرب آيدول'
بعد رحلة شاقة
تواصل أم محمد: 'وحتى في رحلته لبيروت, كادت تخرج روحه ليستطيع الخروج من المعبر الفلسطيني, وصل في آخر ساعة وقد بيعت تذاكر القبول كلها في مصر, وصُدفةً اعتذر فلسطيني عن تذكرته وأعطاها لمحمد!'
عساف الذي وكما أخبرتني أمه يعشق أصدقائه ويحبهما كما الفن، يملك أصدقاء من كل المناطق والأعمار, ويهتم جداً بأناقته, وكذلك عائلته التي يُوليها كل الحب, ثم تأتي لعبة كرة القدم في المرتبة الثانية لاهتماماته.
والده: المعجب الأول
والد محمد'أبو شادي' يقول :'أنا ومحمد صديقان, يقول لي كل شيء يحدث معه, هو مميز بين أولادي بأخلاقه العالية وموهبته و صوته محبب جداً لي, أحب أن أسهر معه ومع أصدقائه في الجلسات الطربية لأسمعه'
وحول انتماءه السياسي يقول والده:' يهتم بالسياسة لكنه لا ينتمي لأي حزب, لكنه غنَّى لكل الأحزاب والتنظيمات السياسية, حتى في الحرب كان يخرج تحت القصف لتسجيل أغانيه الوطنية لجنازات الشهداء, وغنى أيضاً؛ للأسرى'
أصدقاء القلب لـ'عساف'
أصدقائه المقربين والذين يحفظون أغانيه عن ظهر قلب, في قلوبهم وفي هواتفهم, الثلاثة الأقرب له قالوا بأن 'عساف' الصديق الأول لهم, فهم يجدونه الأخ الوفي قبل الصديق, وهم علاء النبريص, ومحمد أبو جابر'الأسمر', وأحمد عواد.
يقول علاء عنه:'لم أعرف شخصاً بموهبة وبصوت محمد بهذا التواضع!, هو رائع في كل شيء'
لا انفصال بين الفن والدين
ورداً على أولئك الذين يتربّصون الغلط لمحمد عساف, على اعتبار بأنه لم يغني في برنامج 'أرب آيدول' أغاني وطنية وملتزمة فلسطينية, يقول صديقه الأسمر:'ما لا يعرفه أحد عن محمد, أنه ملتزم دينياً فهو يصلي ويتولى الإمامة بنا في الصلاة, ويحفظ أجزاءً من القرءان, ويتلوه على طريقة الباسط والعجمي بإمكانيات صوته التي تجعله يتمكن من تقليد أي صوت يسمعه'.
______
أ.و